أخبار السوق متابعة ـ خرجت الاحزاب والتيارات المغربية ذات المرجعية الاسلامية بقوة لادانة المجزرة التي ارتكبت يوم السبت الماضي بحق المتظاهرين المصريين بالقاهرة. وليخرج البعض منها عن صمته تجاه التطورات التي تعرفها مصر منذ عزل الرئيس محمد مرسي، الا انه بالوقت نفسه بقيت التيارات والاحزاب الليبرالية واليسارية في موقف حرج، حيث لم تبد تأييدا لمبادرة الجيش المصري ولم تدنها واكتفت بالصمت على ما جرى يوم السبت.
وانتظرت مختلف الاوساط موقفا رسميا لحزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الاسلامية والحزب الرئيسي بالحكومة، وان كثرت تصريحات مسؤوليه، غير الحكوميين، التي ادانت ما جرى ووصفته بالانقلاب العسكري كثرت ايضا تصريحات خصومه او المراقبين بإسقاط ما يجري لجماعة الاخوان المسلمين بمصرعلى ما يجري له بالمغرب.
انتظار الموقف الرسمي لحزب العدالة والتنمية يتأتى من كون المغرب الرسمي ابدى تأييدا لما جرى والعاهل المغربي الملك محمد السادس بعث تهنئة للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور بعد اختياره، كما بعث له برقية مماثلة بمناسبة العيد الوطني لبلاده، كما ان احد قادة الحزب هو الذي يرأس الدبلوماسية المغربية التي اصدرت بيانا بعد مجزرة السبت يدعو المصريين للحوار وانهاء حالة الاحتقان.
السفير المصري في الرباط ابو بكر حفني محمود قام بجولة على الاحزاب والتيارات السياسية بما فيها الاسلامية وشرح لهم المقاربة الرسمية المصرية لما جرى.
الامانة العامة لحزب العدالة والتنمية خلافا لتصريحات عدد من مسؤوليه والمنظمات القريبة منه او التابعة له او جناحه الدعوي، الذين اعتبروا جميعا ما جرى في مصر انقلابا على الشرعية ودعوا إلى عودة مرسي للسلطة، تجنبت في اول بيان لها أي إشارة إلى أن ماجرى في مصر يعد انقلابا على الشرعية ، ودعت إلى ‘العمل على إيجاد مخرج مناسب للأزمة في مصر بناء على توافق وطني لا يقصي أي جهة سياسية ويستأنف بناء دولة ديمقراطية’.
ووصف البيان ما جرى يوم السبت بـ’عمليات التقتيل الجماعي التي استهدفت المصلين’ فجر يوم الاثنين 8 تموز/ يوليو، أمام مقر الحرس الجمهوري، ومازالت تستهدف جموع المتظاهرين السلميين في عدد من الساحات، كما حدث ليلة وصبيحة يوم السبت والتي ذهب ضحيتها ما يزيد عن 100 قتيل لحد الآن ومئات الإصابات، معتبرة ان ذلك يصل إلى حد الجريمة ضد الإنسانية’.
وأكدت الأمانة العامة في بيانها على ‘انشغالها البالغ بتطورات الوضع في القطر الشقيق مصر، واعتبارها نتيجة متوقعة للإعلان الصادر يوم 3 تموز/ يوليو 2013 وما ترتب عنه’، محملا السلطات القائمة المسؤولية الكاملة عن عمليات التقتيل وعن حماية المتظاهرين السلميين، داعية إلى متابعة ومحاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم.
وأضافت الأمانة العامة في بيان لها بعد اجتماع برئاسة عبد الاله بن كيران الامين العام ورئيس الحكومة أن هذه التطورات امتحان جديد للضمير العالمي ومدى مصداقيته في الدفاع عن حقوق الشعوب ومبادئ حقوق الإنسان، محذرة مما يمكن أن يترتب عن انسداد أفق التحول الديمقراطي من دفع للمنطقة إلى حافة الاضطراب وعدم الاستقرار لما لذلك من عواقب إقليمية ودولية.
وحمل البيان السلطات القائمة المسؤولية الكاملة عنها وعن حماية المتظاهرين السلميين، داعيا إلى متابعة ومحاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم، والعمل على إيجاد مخرج مناسب للأزمة في مصر بناء على توافق وطني لا يقصي أي جهة سياسية ويستأنف بناء دولة ديمقراطية.
وقال محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية’ ان ما جرى ضد المصلين بمصر يكشف عن اوجه تشابه كثيرة بين قادة مصر الجدد وقادة الصهاينة.
وقال الحمداوي، في تصريح خص به موقع حركته إن: ‘قتل المصلين أثناء أدائهم الصلاة وتوجيه تهمة التخابر مع حماس للرئيس محمد مرسي، يجعلنا نفهم حقيقة هذا الاتهام، وان هذا الأمر شيء منسجم’، مشيرا إلى ان ‘التيار الانقلابي هو تيار الصهينة والهيمنة والنيابة عن الكيان الصهيوني في استهداف كل معاني التحرر في الأمة’.
وأضاف ‘أن المجزرة التي سقط فيها العشرات من الشهداء وبضعة آلاف الجرحى، تفضح هذه التوجهات العدوانية، معتبرا أن ما حصل من قتل للمصلين في صلاة الفجر أو عند الصبح، في هذه الحالة أو حالات أخرى، يذكرنا بالمجازر التي يرتكبها الصهاينة ضد الفلسطينيين’.
ونددت منظمة التجديد الطلابي وشبيبة العدالة والتنمية في بيان مشترك ‘بالمجزرة الرهيبة المرتكبة في حق المعتصمين، وبالصمت الرسمي وغير الرسمي الدولي المريب الذي يعبر عن تواطؤ مفضوح ضد حق المواطنين في الحياة والتظاهر السلمي’ وادان منتدى الكرامة لحقوق الإنسان بشدة المجازر الرهيبة التي ارتكبتها الشرطة والجيش المصري والبلطجية في حق المواطنين العزل، ودعا كافة الهيئات الدولية وعلى رأسها المفوضية السامية لحقوق الإنسان باعتبار ما يجري بمصر جريمة ضد الإنسانية، وتحريك المتابعة الجنائية ضد كل من ثبت في حقه القيام بالقتل أو الأمر به.
من جهتها أدانت جماعة العدل والإحسان شبه المحظورة واقوى التيارات المغربية ذات المرجعية الاسلامية بشدة ‘العنف الوحشي لأجهزة الجيش والشرطة المصريين ضد المتظاهرين السلميين فجر السبت’. ودعت ‘أحرار العالم إلى دعم المسلسل الديمقراطي في مصر، والدفاع عن الشرعية واحترام إرادة الشعب، ومحاكمة الانقلابيين الجناة، وفضح كل من يساندهم في الداخل أو الخارج’.
وحملت الجماعة المسؤولية كاملة عن المجزرة في محيط مسجد رابعة العدوية بالقاهرة، وكل ما جرى في ذات اليوم من أحداث دموية في مناطق ومدن أخرى بمصر لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي انطلاقا من خطابه التحريضي الذي أعطى الإشارة لإثارة هذه الفتنة. ويتحمل معه المسؤولية كل ضباط ورجال الجيش والشرطة المشاركين في هذه المجازر أو المشرفين عليها’.
ودعت الجماعة في بيان على موقعها الالكتروني ‘الأمم المتحدة والدول الغربية بصفة خاصة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه الشعب المصري، وإدانة الانقلابيين ومحاكمته’.
ومنعت سلطات الأمن بمدينة زايو المغربية، وقفة نظمتها الجماعة تضامنا مع الشعب المصري. وقال موقع لكم ان المتظاهرين رددوا شعارات قوية مثل ‘مرسي حبيب الله والمخزن عدو الله’ و’يا مخزن ملعون الشعب المصري في العيون’ ‘يا مخزن يا جبان الشعب المصري لا يهان’ ‘والله أكبر عاصفة للطاغوت ناسفة’.
جريدة القدس العربي