ظاهرة الفقر بالمغرب من الظواهر المنتشرة والمتفشية بين فئات واسعة من المجتمع ومن المفارقات أن نجد طبقة مرفهة تستغل كل ثروات البلد وتستنزفها تعيش في القصور من عرق هذه الفئة المستضعفة وتخصص لها ميزانية من أموال الشعب وهي في غنى عن ذلك بينما المفقرون والمجوعون يزدادون هما على غم في دولة تدعي حقوق الإنسان والمواطنة لا يطبق منها إلا كلام فضفاض أين التغطية الإجتماعية أين تعويضات هذه الفئة المعوزة أين الحكومة أين الملك هذه قصة من صلب الواقع الذي نعيشه يوميا والتي تضرب مثلا في الوفاء في نفس الوقت:
لا حديث في مدينة مراكش خلال الأيام الحالية، إلا عن الزوجين العجوزين البالغين من العمر على التوالي 92 سنة بالنسبة للزوج و 80 سنة بالنسبة للزوجة، واللذين يقطنان في "جحر" لا تتجاوز أبعاده مترا ونصف.
با محجوب ومي فاطمة، هذه هي أسماء الزوجين، الأول يعاني من فقدان البصر، والثانية فقدت حاسة السمع، لكن رغم هذه الظروف، لا يزالان مصران على استكمال مشوار الحياة معا، أكثر من هذا فالزوجان يساعدان بعضهما في أصغر الأمور على الرغم من غدر السنين.
وكانت وراء الكشف عن حياة هذين الزوجينن مراكشية، عرت عن ظروف عيشهم، حيث يقطنان في مكان يفتقد لأبسط ظروف العيش الكريم، وسط كومة من القاذورات والروائح النتنة.
ولعل العجيب في حكاية الزوجين هو رفضهما للانتقال إلى دار للعجزة في مراكش، والسبب هو أنه في حالة ما فعلوا فلن يتسنى لهم العيش معا.
وساهمت الشبكات الاجتماعية في التعريف بقضية با محجوب ومي فاطمة، حيث سارع فاعلو الخير إلى مدهم بمساعدات أولية، من أغطية وألبسة ومواد تنظيف وبعض المأكولات، في انتظار انتشالهم من جحرهم حيث يعيشان، أو يختبئان من الموت.