بسم الله الرحمن الرحيم و أخيرا.. عفا الملك عن الشيخ المقعد بن الجيلالي بقلم : أم الشهيد ءادم المجاطي و أخيرا ترجل الشيخ المقعد من على صهوة كرسيه المتنقل بعد أن عفا عنه الملك.. ملك الملوك سبحانه و تعالى فأخرجه من ضيق الدنيا و اكتضاض و دخان الزنزانة و قسوة الجلاد و ظلم الظالمين و استهتارهم و خذلان ذوي القربى إلى سعة الآخرة.. ترجل الشيخ المقعد من على صهوة كرسيه المتنقل جائعا, حزينا, مظلوما, مكلوما, وحيدا,غريبا في وطنه يشكو جثمانه المنهك من سنوات عشر من الظلم و القهر والتعذيب و الإهمال الطبي و الترحيلات التعسفية و الإذلال و اللامبالاة و ... ترجل الشيخ المقعد من على صهوة كرسيه المتنقل و هو يرنو إلى التفاتة انسانية في عيد من الأعياد الدينية أو المناسبات الوطنية بسبب وضعه الصحي الكارثي .. لكن الكارثة هي أن هذه الالتفاتة الإنسانية حازها دانيال مغتصب الأطفال لأنه ينتسب إلى دولة تحترم مواطنيها و تحرص على مصالحهم و لو كانوا من عتاة المجرمين من مغتصبي البراءة فسعت بكل جهدها لإخراجه من سجنه في إطار مجاملة ديبلوماسية لم يكن ليحضى بها الشيخ المقعد لأنه رقم صفر في قائمة المواطنين المغاربة الذين لا يستحقون الحياة و الحمد لله أن ملك الملوك سبحانه و تعالى منّ عليه بملك الموت ليريحه من ضنك الأسر و الظلم و القهر. ترجل الشيخ المقعد من على صهوة كرسيه المتحرك في صمت و لا مبالاة من رفقاء دربه الذين يقيمون الدنيا و لا يقعدونها عندما تمس شخوصهم المقدسة .. كلّ مشغول بدنياه و أسفاره و خواطره كأن الأمر لا يعنيهم .. لم يسيلوا قطرة مداد على صفحاتهم الرسمية في هذا المصاب الجلل في كلمة رثاء أو استنكارلأنه مجرد أسير حقير و فقير من أصحاب الكراسي المتنقلة وليس من أصحاب الكراسي البرلمانية أو الوزارية أو ... ترجل الشيخ المقعد من على صهوة كرسيه المتحرك و جسده المعذب بالعلل بعد أن أضناه الكلل و الملل وقلبه يهفو إلى وقفة جادة ممن كان يؤمل فيهم خيرا للضغط على "الحكومة الإسلامية" لوضعه على الأقل تحت الرعاية الطبية.. و لكنه انتظر ثم انتظر ... كما انتظر قبله الأخ أحمد بن ميلود ثم في النهاية قرر.. ترجل الشيخ المقعد من على صهوة كرسيه المتحرك بعد أن قرر في النهاية أنه ما حك جلدك مثل ظفرك فأجهز على جسده المنهك بإضراب مفتوح عن الطعام ليضغط لوحده بكل ما تبقى له من قوته بأعضائه المتهالكة و المشلولة حتى دخل في غيبوبة طويلة.. آنذاك قررت دولة الحق و القانون إخراجه من زنزانته الحقيرة لوضعه تحت العناية المركزة في محاولة يائسة, بائسة... و سادية لإبقائه قيد الحياة حتى تتلذذ و تستمتع بالاستمرار في تعذيبه و عدم السماح له بالإفلات من بين مخالبها المكيافيلية. ترجل الشيخ المقعد من على صهوة كرسيه المتنقل بعد أن أسلم الروح لبارئها و مخلصها من قسوة الجلاد و خذلان ولاد البلاد ليلتحق بركب شهداء سجون العهد الجديد و لا نزكي على الله أحدا : الدكتور محمد بوالنيت, مول الصباط, خالد بوكري, الشيخ الملودي زكريا, الشيخ أقلعي, و أحمد بن ميلود ... ترجل الشيخ المقعد من على صهوة كرسيه المتحرك و لسان حاله يقول لإخوانه الأسرى ليس لكم إلا الله ثم أمعاؤكم لتشنقوا بها أنفسكم لتتخلصوا من جحيم زنازينكم بعد ظلم و خذلان بني جلدتكم رحمك الله أيها الشيخ المظلوم و شملك ملك الملوك بعفوه و رضوانه و أسكنك فسيح جناته.
