حروف أهديها الى رشيد لكصير القصة قصة نعيدها يا من تفهم *** يا سامعني نعيدلك ذا القصية في سنة 2004 . وفي شهر من ايام الشتاء البئيسة في أحفير , في تاريخ لا أتذكره جيدا , كنت جالسا في عند رشيد لكصير *مول السيبير* , وعندما هممت بالخروج , أديت ما علي أو أقل بكثير , طلب مني رشيد أن أعطيه صورة كي يسجل لي في قرعة مريكان , ربما رأني* نشف* وقال في نفسه نجرب حظ *هاذ لحبوبة لا حادر يمشي باش نوليو نخلصو عليه نيشان* , لأنه وبكل صدق كان رشيد طيبا جدا . لم أدفع يوما الواجب كاملا , بل أنا أقول *بحال الى خلصت *, وهو يقول *بحال الى شد من عندي *, وفي الحقيقة كان يشجع الفريق , لأن يومها كنت أكتب يوميا في موقع عمرو جلول و موقع أحفير زن زن , الذي تحول من بعد الى هذا الموقع الجميل والمحترف , والذي يصبر معنا المشرفون على مشاكساتنا و هذياننا. كنت أكتب باسم قندهار . وكنت مشاكس بالدرجة الأولى , حتى سماني عمرو جلول * مول لحصاير* . لان مقالاتي كانت دائما طويلة طول البطالة والعطالة التي كنت فيها , قندهار لقب اخترته منذ أول يوم سقطت فيه قندهار , ومنذ ذلك التاريخ وانا أكتب بصفة متخفية أتلذذ بما أكتب بصفة نكرة , كنت أظن أنني أكتب اشياء خطرة ويجب التخفي , كنت أوهم نفسي بأنني مناضل , وأن المغرب لا زال في سنوات الرصاص , لكن بكل صراحة ومع تطور معرفتي علمت بأننا نساعد فقط المخزن بكتاباتنا , فلقد كنا نكتب تقارير عن البلدية وعن المدينة وعن ما يجري , و ربما كان الكسالى من المخبرين ينقلون ما نكتب و لا يكلفون أنفسهم عناء التتبع , لأننا كنا *بركاكة *ديال باطل , ولكن لو كنا نقبض على ما نكتب لن نؤدي ذاك الدور بالجدية التي كنا عليها , أتحدث عن نحن , لانني كنت أرى مغرر بهم اخرون على نفس المذهب , لم أندم يوما على ما كنت أفعل , بل لا زلت أحتفظ في الأرشيف بكل المقالات والتدخلات وقد استمر الأمر طويلا الى أن بحت لأحدهم بأن قندهار ما هو الا أنا , وربما كنت معروفا عند بعضهم وكنت أظن بأنني سرقت* السوق الخالي* , وبيني وبينكم في أحفير هناك من يكشف على ما أكلت الأسبوع الماضي . لم أعطه الصورة الا بعد أن ألح علي عدة مرات , لأنني كنت أظن بأن الحظ *عواج بين عواج ما بقات غير القرعة ديال مريكان* تذكرت يوما الصورة فبحثت عنها فلم أجد صورة شخصية , وجدت صورة جماعية مع الأصدقاء في *عين تريو* , فقمت بقصها في الحجم الذي يقارب الصورة التي كنا نسميها صورة *ديال النص* , وكتبت اسمي ومعلوماتي في ظهرها وأعطيتها لرشيد . وبكل صراحة أعطيتها له كي يتوقف عن الالحاح* ويبلع علي فمو* , فقام رشيد بوضعها في* اسكاني*ر و جعل من حجمها حجما مناسبا , وللعلم والافادة كل هذه الخدمات لم أكلف نفسي حتى أن أسأله * وبشحال * لسبب واحد وهو أن رشيد كنت* دايرو فالجيب *, وأنا لا أحب أن أقامر في قرعة وأؤدي عنها , ورشيد لم يسألني شيئا لأنه ربما أحس بأنني أخيرا اعطيته الصورة . ربما *كان باغي يتهنى بيا وصافي* , وقال في نفسه *الله يجعل طيح فيه القرعة نجلقوه بعيد بعيد بعيد* نسيت بعدها بأنني شاركت في القرعة , ومرت الايام بحلوها ومرها , وفي صباح يوم كنت طريح الفراش بمرض* لحلاقم * , سلمتني امي رضي الله عنها رسالة من الحجم الكبير , استغربت كثيرا , حتى أنا تصلني رسالة بهذا الحجم . قبل أن أطلع على مصدرها , طرحت مجموعة من الأسئلة عن مصدر الرسالة , أجبت كل الاجابات الا اجابة أنها رد على مشاركتي في القرعة , لأنني منذ أن سلمت رشيد الصورة أخرجتها من بالي تماما وعندما فتحتها تعرفت على محتواها وو ضعتها فوق* الموبليس* في أنتظار أن أشفى من لحلاقم فوق الموبليس هذه دامت أسبوعين كاملين أو يزيد , الى أن تذكرتها و ذهبت بها لأحد الأصدقاء فأخبرني بأنها رسالة رسمية فعلا , وما علي الا أن أملا الاستمارة وبعثها من جديد , وبارك لي وقال لي بالحرف * تجي عليك مريكان* طلب مني أن يقوم بهذا الأمر بنفسه لأنه مجاز في الانجليزية , ولكنني لم اصدق كفائته , فبحثت عن أحد يقال بأن* يده مليحة غي ضربة* , وبأن كل من كتب له توصل باجابة في اسرع وقت ممكن , لكن الحقيقة شيء اخر سأكتشفه لاحقا وسأحدثكم عنه . صاحبنا هذا كنت أعرفه قليلا , وكان معطلا , لكنه يمارس بعض الأنشطة التجارية , وأدهشني عندما طلب مني مبلغ 300 درهم , وقال لي بأنه سيكتبها *بالداكتيلو ماشي بيديه * وكأنني * جاي من الجطيوة ديال فوغال*, رغم أن الأستمارة تتطلب ربع ساعة على الأكثر , شدتني الدوخة سيما وأن صاحبنا اصطف معنا يوما في أحد وقفات جمعية المعطلين وما كان علي سوي أن* أكمدها تكميدة *, وقلت له بأن سأعطيك 200 درهم , سأعطيك لاحقا , لانني في وقتها لم أكن أملك درهما واحدا , فقال لي بأنه سيحتفظ بالرسالة الى حين أن اؤدي ثمن ما اشتغل عليه فذهبت محبطا يائسا لاعنا الصدفة التي جمعتني به , وكان جوابه* اسمح لي راهم فوتوها علي* , وأنا ذاهب التقيت بأحدهم فحدثته بما جرى وقال لي بأن الأمر بيع وشراء ورضا الطرفين , وبدأ يسرد علي أحاديث البيع والشراء , ولم ينبهني الي أي حديث ينهى عن استغلال الفرص , أو أحاديث وايات الرحمة والشفقة , وبأن من فرج على مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عليه كربة من كرب الأخرة , اذا كان الأمر أحاديث وايات فالدين أول من خاطب الضمائر قبل أن نتحدث عن البيع والشراء تركته وهو راغب في مواصلة الحديث , لأننا لن نتفاهم أو نتقارب ابدا , فأنا محتاج في تلك اللحظة لفقيه يدعوني لأن اثور على صاحبنا هذا , لا لفقيه يطلب مني أن أرضى بما قدره من طلب 300 درهم على كل حال ذهبت و بعد يومين رجعت وأعطيته 200 درهم . وسلمني الرسالة وقال لي * الى ما عاندكش ما عليهش * ضحكت من هذا التراث الشفوي والذي لا تجده الا في مدينة أحفير , فقلت في نفسي * شد وبلع فمك الى شدتني مرة أخرى كص علي الخبيز* وتوجهت بها مباشرة الى البريد . وارسلتها للعنوان المشار اليه في الرسالة اذا كنتم تتبعون معي التواريخ كان هذا الأمر في سنة 2004 , والأمور الان جدية , وصرت أنتظر الرد الثاني الذي فيه يحددون موعد القنصلية وتعطل الرد , فمر شهر وشهرين , ومرت سنة كاملة , حينها أدركت بأن الرد لن يأتي لأن دفعة 2004 ستأخذ التأشيرة كأقصى حد يونيو 2005 ولحسن الحظ أنني لم اسمع لنصيحته , فقد طلب مني ترجمة الوثائق , لكي أجدها جاهزة يوم ترد علي قنصلية أمريكا , ولعلمكم فترجمة الوثيقة الواحدة يتطلب 400 درهم , وأنا كنت أتوفر على ست وثائق - ولكم أن تحسبوا المجموع -, كما أنني لم أجدد جواز السفر المنتهية صلاحيته , وكأنني أصبت باحباط وقلت لن أفعل اي شئ حتى يأتي الرد , وبقليل من الحظ *ولمغانات * تجنبت خسارة فادحة كانت ستلحق بمن سيساعدونني , لأنه وبصراحة لم أكن أملك اي درهم ولا دينار اذن مرت الايام بدون رد , ونسيت الأمر مرة أخرى وقلت بأن هذه خدعة أخرى لم يكن المستفيد منها الا من أخذ 200 درهم و40 درهم لبريد المغرب من 2005 الى 2007 , التقيت بأحد من أعرفهم , وأخبرني بأنه تابع برنامج من واشنطن والذي كان ينشطه الصحفي حافظ الميرازي , وقد استضاف حينها سفيرة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا , وخلال البرنامج بعث أحد المشاهدين برسالة الكترونية سأل فيها السفيرة عن مصير مئات الطلبات التي لم يتم الرد عليها , رغم أنه اجتازت القرعة بنجاح ذهبت وبحثت في النت عن تاريخ اعادة البرنامج حتى أتأكد بنفسي عن ما قالته وفعلا تابعت البرنامج الى أن أتى السؤال والاجابة , فقد أكدت السفيرة أن على كل من لم يتوصل برد في السنوات الماضية ما عليه الا المشاركة مرة أخرى , وسيأخذ اسمه بعين الاعتبار , كان جواب ديبلوماسي لا يجزم بأي أمر , ومزحت السفيرة في ردها على الصحفي بأن يتكفل باستلام رسائل من اشتكى من هذا الأمر , وتحويلها الى مكتبها وبما أن البريد الالكتروني مجاني . ارسلت رسالة لحافظ الميرازي ,وطلبت منه تحويل الرسالة رغم أنها كانت مزحة , و الغريب في الأمر أنني توصلت منه برد محتواه أنه قد فعل فعلا مرت ايام وأيام , وفي أحد المرات , كنت جالسا في أحد محلات النت , فجاء أحدهم يسأل عن * اسكانير * , اعتذر صاحب المحل له , وعندما هم بالخروج راني فسلم علي وقال لي * جيب شي صورة وجرب مرة أخرى * , فقلت له نعم سأجرب مرة أخرى لسبب واحد , وهو التأكد من أمر سمعته في برنامج من واشطن , فطلبت منه العودة لاحقا لكي اسلمه الصورة و 30 درها , فرشيد لكصير* سلاك لوحايل * كان وقتها قد غادر الى فرنسا , ولا حل سوى الدفع هذه المرة , وفي الحقيقة كان الأمر سهلا , وكان العائق فقط هو * سكانير بن ليهودي* , ورجع فعلا وسلمته ما طلب مني , وقلت له بأنني هذه المرة ستكون فقط من أجل سب سفيرة أمريكا و الجزيرة وبرنامجها ومرت اليوم واليومان , والشهر والشهران ....... وخلال تلك الفترة , مرت علي أزمة صحية , استدعت مني البقاء في مستشفى الفارابي لثلاثة أيام , لم تكن تجربة قاسية , بالقدر الذي كانت فرصة للتعرف على عالم المستشفى وأجوائه ودهاليز ليله الرهيب , وتصرفات الناس والأطباء والممرضين كنا نحن ثلاثة في الغرفة , ربما كنت محظوظا , فقد قال لي من سبقني بأن في بداية الاسبوع غادر خمسة مرضى , فقد كانت القاعة ممتلئة بالضجيج و الداخل والخارج بعد يوم غادر الشاب الى الرباط لمتابعة حالته المحرجة , فبقيت أنا مع شيخ سبعيني * مهياوي* , رجل يملك الاف رؤوس الماشية , وقد كان عنده نزيف حاد في الأنف , لا يكاد الدم يتوقف من الخروج من أنفه , وقد زار عدة عيادات خاصة , فقرر هذه المرة أن يجلس في الفارابي * ويجرب * , وفي الحقيقة كان يعرف ما يفعل , فالطبيب المعالج الى جانب طيبوبته كان كفؤا و لبقا ثلاثة ايام من الضحك , ثلاثة ايام من السهر , كان قاموسا وصاحب مرح ونكتة, ولولا معنوياته العالية لكان في تعداد الموتى شيخ علمته الدنيا أن مهما ملكت فمصيرك الى فناء في أحد الليالي , قال لي بأن النزيف توقف لمدة ثلاثة سنوات بسبب بسيط , وهو أن أحدهم وصف له * التنفيحة * , فقد جربها لمدة شهرين ثم كانت النتيجة مدهشة , لكن قال لي بأن أحد أبنائه * ربى شي شعرات في وجهو * قال له بأن التنفيحة حرام , وقال له بأنك شفيت , فأقنعه بهذا الأمر , وفعلا توقف عن شم * التنفيحة * , وبعد شهر اخر , عاد * ليرعف * من جديد , فعاد الى *التنفيحة *ولكن هذه المرة لم يتوقف الدم . فقال لي بأن اخر من يمكن أن تصدقهم * هما أصحاب لحايا * وفي اليوم الموالي زاره ابنه . وقال له بأن الطبيب قال له بأنك فقدت دما كثيرا , وفتح علبة وقال له بأن الطبيب نصحك بأكل العدس , سبه أمامي وقال له * سير كولو أنت , وأنا سير جيبلي الكفتة وما دا بيك الى جبرت شي ارنب شوي باباه , ويانا ما تخممش علاي الموت اللي تهنيني بيك * عدت لأحفير لاستقبال الاصدقاء والأحباب ودانون ولحليب , و اذا كانت المرة السابقة توصلت برسالة الرد وأنا *مريض غي بلحلاقم * , فهذه المرة في اليوم الثاني من عودتي من المستشفى توصلت بالرد الثاني , فسألت نفسي , * واش هذا ازهر شاد الخط مع لمرض ولا أربي * فتحت الرسالة و في نفس اليوم كتبتها بخط يدي ولوحدي , لم استعن الا بنسخ كنت قد احتفظت بها المرة من المرة السابقة , وفي الحقيقة ما هي استمارة بسيطة تملأ معلوماتك بعناية , وبصدق , لأنه عليك اثبات كل ما كتبته بالوثائق وفي حوار القنصلية اذن بعثت الرسالة بشكل عادي , و لم أنتظر ردا لا في القرب العاجل , ولا في البعيد العاجل , وفي تلك الأيام التقيت ذاك الذي حدثني عن برنامج الجزيرة وقلت له بأنني توصلت بالرد , فاستغرب كالذي يريك دواءا ولا يثق فيه أو سبق وأن جربه , فقد كان معنيا هو الاخر , وهذه سيئة أخرى خاصة بأبناء أحفير , ينصحونك ويأتون غير ذلك , ربما في منطق البطالة العطالة تجنى على نفسه , لكن في منطق الخير والشر نجاه الله من هذا الأمر وفي صبيحة أحد الأيام توصلت بالقنصلية الأمريكية بموعد الحضور من أجل دفع الفيزا , مسجلين في الورقة الوثائق المطلوبة و الاجرائات المتبعة لم يكن الوقت طويلا بين الموعد وبين تاريخ تسلم الرسالة , وأول اجراء يجب القيام به هو التوجه للدار البيضاء من أجل اجراء الفحوصات الطبية , فقمت بالاتصال بمكتب الطبيب الذي اخترته , وحددت موعدا من أجل هذا الأمر كانت الرسالة مرفقة بمجموعة من أسماء الأطباء المعتمدين عند القنصلية الأمريكية , فان لم يعجبك اسم أحدهم فاختر الموالي . اجراء عملي حتى يتجنبون حالة الطوارئ , عكس ما نحن عليه , لا خيار لك ان أصبح مكتب الطبيب مغلقا أو مات الطبيب أو وقع أمر ما توجهت للدار البضاء , وتوجهت الى العنوان المسجل عندي مستعينا بسيارة أجرة , دخلت وقمت بالاجراءات اللازمة من فحص واشعة و تحاليل دم , وأنا بين هذا الاجراء وذاك رن هاتفي - السلام عليكم . - وعليكم السلام - أنت هو عبد الواحد مزويرح - نعم سيدي من معي هل قمت بتحديد موعد مع الطبيب بشأن قرعة أمريكا نعم فعلت وقد كنت هذا الصباح وأنا الان انتظر دوري لأقوم بالأشعة الصدرية لا لم تأتي انك تستهزئ بنا , وسأغلق الموعد معذرة هناك خطأ ما وقع , ما اسم العيادة والطبيب انها عيادة كذا وكذا واسم الطبيب كذا بن كذا اكتشفت حينها أنني حددت موعدا مع طبيب أخر , لكنيي سجلت عنوان مغاير حاولت أن أشرح له لكنه أغلق الخط , فما كان علي الا أن اضحك على الاجراءات التي قمت بها دون موعد , فالطبيب الذي مررت عنده لم يسألني عن أي شيئ , رزق ساقه الله اليه بالخطأ, لكن هنا أيقنت بأن بعض الأمور شكلية حين تحضر , لكنك عندما تغيب يسألون عنك اذا كنت مصرا للدخل عندهم , فالاجراءات الطبية تفوق الألف درهم عدت في نفس المساء الى أحفير , نفس الحافلة ونفس السائق , لأنني اصبحت محاصرا الان بالوقت , وأمامي مجموعة وثائق علي الانتهاء منها في القريب العاجل في نفس الصباح توجهت الى باشوية أحفير من أجل تجديد جواز السفر , وفي اليوم الموالي أخذته لعمالة بركان , طبعا لم يكن الأمر سهلا كما ظننت , فقد خضت معارك لم تخلو من تدخلات و محسوبية , وانتهيت من هذا الأمر لأنتقل الى ترجمة الوثائق استيقظت باكرا على غير عادتي وتوجهت الى وجدة , بحثت عن مترجم معتمد من العربية الى الانجليزية فلم أجد واحدا هناك , قيل لي بأن الوثائق تسلم اليهم في وجدة ليأخذوها هم بدورهم للناظور , وهذا الاجراء يتطلب اسبوع على الأقل لم افكر ولو للحظة واحدة , لأن قبل أسبوع علي أن أكون في القنصلية الأمريكية , وقمت بالتوجه مباشرة الى الناظور , وبالتحديد الى مكان قرب القنصلية الاسبانية يجمع الكتاب العموميون , والمترجمون , وبعض السماسرة أيضا سألت عن أقرب مترجم , فأدلوني عليه بسرعة , لقد كان مكتبه يبعد ببضع خطوات فقط . دخلت برجلي اليمنى الى مكتبه , سلمت على الكاتب , رغم أنني كنت متوقعا أن تكون كاتبة ,فسألته عن ثمن الوثيقة الواحدة , فقال لي بأن الأمر يجب مناقشته مع الترجمان نفسه , وقال لي بأن الثمن هو قابل للنقاش ما عليك الا التفاوض واقناعه , وقال لي بأنه * ناس ملاح* متفهم ومرن انتظرت دوري حتى أتى , فدخلت عنده فكان أول سؤال عن طبيعة الوثائق ولأي غرض , أجبته بكل صراحة , رغم علمي بأن مجرد ذكر أن الوثائق خاصة بالقرعة سيستغل الفرصة ويكون الثمن أعلى ما يمكن , وفي الحقيقة ما كان علي أن أجيبه لأي غرض أحتاج هذه الوثائق , وحتى لو قلت له اريد ترجمتها من أجل قراءتها بالانجليزية لفعل , ولا دخل له في الأمر كله , لكن قلت بما أنه * ناس ملاح * سأضعه في الصورة الحقيقية قام بعد الوثائق وتفحصها , أخد الالة الحاسبة وقال لي 2500 درهم , وعد لتأخذهم بعد اسبوع قلت له بأن الوقت غير كافي ولي موعد مع القنصلية بعد اقل من اسبوع , فوافق بأن تكون الوثائق جاهزة قبل ثلاثة أيام , أغرتني هذه المرونة التي لقيتها منه فسألته عن ثمن الوثيقة الواحدة فقال لي بأن الأمر مرتبط بعدد الحروف , تذكرت نصيحة الكاتب فحاولت التفواوض معه , أخذ الأوراق كلها ووضعها في ملف وسلمني اياها وقال لي بالحرف , أخرج خارج المكتب وفكر جيدا , كان شابا لا يفوق الاربعين , وقلت ربما أحاول معه مرة أخرى , قام ففتح الباب وقال لي فكر خارج المكتب قلت له سأفعل بالتأكيد , فخرجت وبعد دقائق معدودة قلت للكاتب لقد نزل علي الوحي دون تفكير , فدعني أبلغه ما قررت القيام به أدخلني لمكتب الترجمان وأغلق الباب , نظر الي وقال لي هل وافقت , قلت له رجعت لأقول لك : والله لو كان الأمر بدونك لا يستقيم , لاخترت اعوجاج الأمر , بالدارجة الأحفيرية , * الى كانت تجي بيك ولا ما كانش , لهلا يركب فاس على هراوة * . نظر الي صاحبنا وحاول تهدئتي لكنني كنت خارج المكتب حين كان يحاول. خرجت غير ابه بما سيجري لاحقا , فتوجهت لأقرب مقهى وطلبت قهوة *نص نص * , وبعد دقيقتين وضع النادل أمامي أنبوب طويل من الشاي , لم أقل شيئا فأنت في الناظور لا بد من شرب هذا الذي يشبه * لتاي ديال لعبار* , ثم اشتريت جريدة وبدأت في نسيان كل ما جرى قمت من مكاني متوجها الى محطة الحافلات , وكلي عياء وتعب من يوم طويل بدأ من وجدة وانتهى مساءا بالناظور . نسيت بأن هناك وجبة اسمها الغذاء , وأنا أمشي سمعت صاحب محل بيع اشرطة واضعا قراءة مغربية جميلة للقران , ظننت بأنها للعيون الكوشي , استوقفتني للحظة , فقررت الدخول وشراء هذا الشريط * واللي ليها ليها* , فالأمر انتهى , ولما سألت صاحب المحل قال لي بأنه راديو فقط , تحدث الي بالأمازيغية , فأجبته أنني أمازيغي أيضا , لكن لا أعرف لماذا لم يعلموننا تلك اللغة الأصيلة. فسألني عن سبب قدومي للناظور , فحكيت له القصة باختصار شديد . توقف عن الكلام , وقال لي بأن في ظهر الشارع الذي يتواجد به الترجمان هناك أخر , وألح علي بالذهاب اليه قبل أن يغلق مكتبه , سألت نفسي بدهشة , لماذا لم أسأل عن ترجمان أخر ؟ انه الاحباط خرج معي وأوقف لي سيارة أجرة وأمرني بالركوب وأعطى للسائق العنوان ثم قال لي * الله يسهل ما صعاب* , ثم عاد الى محله , كان يخشى أن يكون اليأس بلغ مني موصلا لا اقوم بعده بأي حركة , كان رجلا طيبا يخرج الخير من عيبنيه , كيف لا وهو من أصول ريفية , فرع من شجرة الأمير بن عبد الكريم الخطابي. صعدت درج العمارة , ودخلت مكتب الترجمان , وجدت كاتبة هذه المرة فاستبشرت خيرا , أجواء عملها منظمة بشكل لافت للنظر , صور حائطية جميلة تنم عن ذوق فتي رائع , ألقيت عليها التحية فأجابت بخير منها , ابتسمت وقالت لي بأننا على وشك اغلاق المكتب , والترجمان غير موجود , لكن سأخذ منك الوثائق وسأعطيها له غدا حاولت فتح موضوع الأداء معها , فقالت لي لا تحتاج لأن تتحدث معه , لأننا نترجم كل وثيقة ب 200 درهم , والثمن لا يناقش كانت كلماتها رقيقة , وعباراتها تعني بأنها تريد المساعدة , فشجعتني وشجعني الثمن كذلك أن أمنحها الوثائق كلها دون مناقشة , وقبل أن تمنحني توصيل الأداء , ابلغتها بأنني أحتاج الوثائق في أجل اقصاه يومان , تبسمت وقالت لي بأن الأمر ليس بالسهولة التي أظن , لكنها وعدتني بأن تفعل ما بجهدها على أن أتصل بالترجمان في اليوم الموالي وأشرح له وضعيتي وبالفعل , اتصلت به في صباح اليوم الموالي مباشرة بعد أن فتح المكتب ,وقلت له بأن لا حل لدي , فتفهم الأمر وقال لي بأن علي تسلم الوثائق في اخر وقت ممكن بعد يومين , وبأنه سيترك لي الوثائق كلها عند الصيدلي الموجود أسفل العمارة وسأجدها ليلا عنده شعرت بأن كلامه جدي ويمكن الاعتماد عليه رغم أنني لم أراه بعد وفي مساء نفس اليوم , التقيت أحد الجيران فسبقني بالسؤال عن ما وصل اليه ملفي, لأنه هو الاخر كان معني بهذا الأمر سابقا وكنا نتحدث فيه حين نلتقي , أخبرته بأن لدي وثائق في الناظور وما علي الا انتظار تسلمها والتوجه بعد ذلك الى الدار البيضاء , حكيت له قصتي فلامني لأنني لم اخبره بالأمر مسبقا , لأن لديه صديق في الناظور يعرفه أشد المعرفة , فقال لي اسمه ولم يكن سوى الترجمان الذي سلمته الوثائق , فاتصل به فورا وأوصاه بي خيرا , رغم أن الأمور كانت مقتربة من النهاية عندما مرا اليومان , وبعد صلاة الظهر مباشرة في مسجد بدر بحي الزيتون , وقفت على قارعة الطريق منتظرا أي حافلة متوجة للناظور وأنا انتظر مر أخ وصديق لي من الطريق فتوقف بسيارته قبل أن أراه , لم يكن الا العزيز عبد الرحمان عونة , فظن أنني متوجه لبركان , فأخبرته بالأمر , وقال لي بأن لديه شغل في بركان فاتفقنا على أن يوصلني فقط لمحطة سيارات الأجرة ببركان , فالأمر هناك اسهل للتوجه للناظور وعندما دخلنا الى بركان توقف لبضع دقائق ورأيته يتحدث في الهاتف , وعندما عاد للسيارة قال لي بأن موعد العمل تأجل وبأن الشخص غير موجود ,وعليه التوجه للناظور محل اقامته , لم يراودني أي شك بأنه فعل المستحيل من أجل تأجيل عمله , كي يتمكن من مساعدتي فتوجهنا للناظور وكانت شمس المساء ترخي اشعتها استعدادا للمغيب , وقبل حلول الظلام , دخلنا مدينة الناظور , واتصلت بالترجمان فقال لي بأنه ينظرني في مكتبه , وبالفعل وجدته يستعد لغلق المكتب , فسلمني الوثائق كلها وهي جاهزة , فما كان علي الا أن أشكره وأدعو له بالصحة والعافية والسلامة , وما زاد ورفع من قيمته في عيناي هو قبل أن يودعني قال لي مع السلامة علي التوجه لوجدة فالعائلة تنتظرني الان وأنا كنت فقط أنتظر أن اسلمك الوثائق , أيقنت حينها أن بعض الملائكة تمشي على الأرض وتعيش بين ظهرانينا , فكان عليه تسليمها للصيدلي كما قال وانتهى الأمر , لكنه أراد أن يتيقن بنفسه أنني فعلا أتيت وتسلمتها عدت الى أحفير ليلا في أخر حافلة متوجهة لوجدة , وتوقفت في أحفير ومعي جميع الوثائق , ولم يبقى لي الا يوم واحد لأتوجه للقنصلية الأمريكية بالدار البيضاء وفعلا مر ذلك اليوم , وفي الصباح الموالي وجدت نفسي في الدار البيضاء وما علي سوى التوجه للقنصلية الأمريكية وقفت بي سيارة الأجرة بعيدا شيء ما عن القنصلية وقال لي بأن رجال الأمن منعوهم من التوقف أمام القنصلية , ولا في الجهة المقابلة لها , وعمليا لا يمكن لأي سيارة التوقف في وسط الطريق , لأن الجهة المحاذية للقنصلية كلها متاريس عبارة عن حاويات كبيرة مزينة بالورود حتى يظهر الأمر أنك في البيضاء وليس في المنطقة الخضراء ببغداد اذن وبمجرد وصولك تقوم في الجهة المقابلة للقنصلية وفي الشارع العام بتسجيل اسمك في أحد االلوائح , ثم تخضع لعملية تفتيش من طرف شركة أمن مغربية وانت لا زلت في الشارع , ثم عندما تفتح القنصلية أبوابها ينادي مناد حسب الترتيب في اللائحة , ثم يبدأون في الدخول تباعا , مع العلم أن الأمن المغربي هو من يسهر حتى على المشي نحو القنصلية , فما عليك الا المشي بنظام وانتظام. لا يخلو هذا الجو من اساطير وخرافات ينسجها العامة حول القنصلية , فعندما سألت أحد من هو قادم من أجل نفس الغرض , همس الي وقال لا يجب التكلم فالمنطقة مراقبة بالكاميرات وعليك أن تظهر مؤدبا ولبقا اذا أردت الحصول على الفيزا , كما لا يجوز لك تسليم أي ورقة لأي شخص كان , وهذه الأمور كلها أساطير ولا علاقة لها بالواقع وبينما نحن نستعد للدخول , اقتربت مني احداهن وأسرت لي بأنها لا تملك أي عنوان في الولايات المتحدة , حاولت أن أجيبها فغمز الي نفس الشخص الذي حذرني من قبل , حينها طلبت منه أن يكترث بنفسه ولا علاقة له بما أقوم به وللصدفة كنت أملك عنوانين , فأعطيت أحدها لتلك الفتاة , وقلت لها وحسب ما وصلني بأحد الأصدقاء بأن العنوان المسجل شكلي واذا أردت تغييره فيما حالة ما منحتك القنصلية التأشيرة , فما عليك سوى فعل ذلك بمجرد الوصول الى مطار النزول بالولايات المتحدة دخلنا القنصلية , فردا فردا , حينها وجدنا أجراءات أمنية أخرى , تشعر في تلك اللحظة بأنك في بلد اخر , وبعد هذا الاجراء الروتيني , تقوم بتأدية 700 دولار امريكي أو ما يعادلها بالدرهم المغربي , وهنا لا بد من الاشارة أن مصالح القنصلية تنبهك بأن هذا المبلغ لن تسترجعه اذا تم رفض طلبك جلسنا أمام الشباك ننتظر درونا , فتم المناداة على الفتاة التي سلمتها العنوان , و بالصدفة أول ما طلب منها هو عنوان في الولايات المتحدة , فأعطتهم العنوان ثم بدأت في المقابلة مع موظف من القنصلية , المقابلة تجري على مرحلتين , المرحلة الأولى تسليم الوثائق , والثانية تكمل المقابلة واما يعطيك موعد للحصول على التأشيرة أو يبلغك بأن الملف ناقص أو يحتاج الى اجراء اخر جلست بجانبي وشكرتني على العنوان , وانتظرت المرحلة الثانية , وفي تلك اللحظة تمت المناداة علي , وبدأت في اخراج الوثائق تباعا , وبالصدفة كنت أحتاج لنسخة من شهادة الباكالوريا , فأبلغني الموظف بأنهم يوفرون هذه الخدمة مقابل 30 درهم للنسخة الواحدة , بالطبع سأقول نعم لانه طلب موافقتي طلب مني الموظف وهو مغربي بأي اللغات أختار أن تكون المقابلة , ولأنني رأيت أحد الموظفات الوسيمات الشقراوات المبتسمات تتحدث مع من سبقني بالفرنسية , أشرت الي الفرنسية بدون تردد , فالخدمة متوفرة بثلاث لغات , العربية , الفرنسية وة الانجليزية بدأت في التحدث معي وكانت فرنسيتها بسيطة للغاية , أسئلة حول الوثائق , وفقط للتأكد من أنك فعلا صاحب الوثائق وتعرف تفاصيل ما كتبته , سألتني عن أي سنة حصلت فيها على الباكالوريا , أجبتها كما هو مسجل , فطلبت مني الجلوس , وبدأت تتفقد في شهادة الباكلوري الاصلية , كانت الوثيقة غير مطوية , وثيقة كأنك استخرجتها في تلك اللحظة , رغم مرور أكثر من عشر سنوات , أمر يبعث علي الريبة والشك فعلا هل هي شهادة أصلية أم مزورة في تلك اللحظة تمت المناداة على الفتاة وتم اخبارها بأن عليها العودة في اليوم الموالي للحصول على التأشيرة , خرجت الفتاة بسرعة جنونية دون أن تقول شكرا , وقالت كلمة واحدة فقط , أنها ستنتظرني في الخارج تم المناداة علي وتم اخباري بأن القنصلية ستتأكد من شهادة الباكلوريا الأصلية وذلك بمراسلة وزارة التربية الوطنية , وتم ارجاع جواز السفر لي ومعه النسخ الاصلية من الوثائق الأخرى , وهذا الاجراء يتطلب وقتا أكثر من أسبوعين . وسيتم الاتصال بي هاتفيا لاحقا من أجل اخباري بجديد ملفي خرجت شبه محبط , لأن كل الحاصلين على شهادة الباكلوريا تسلموا مواعيد لتسلم التأشيرة , مع العلم أن القنصلية رفضت جميع الطلبات التي لا يملك أصحابها باكلوريا , وهنا أعني ملفات القرعة , لأن الطلبات الأخرى لها اجراءات خاصة حسب طبيعة التأشيرة عندما خرجت من القنصلية , بحثت عن الفتاة فلم أجدها , حاولت الأتصال بها هاتفيا لكن الهاتق مقفل , ولم أجد أمامي الا مجموعة من المرشحين للحصول على التأشيرة , أمطروني بمجموعة من الاسئلة حول ما يجري بالداخل فأجبت على بعضها الا سؤالا واحدا وهو شهادة الباكلوريا ضرورية , تريثت في الاجابة لأن من سبقوهم تم تنبيههم لهذا الأمر, الا أنهم أصروا على تجربة حظهم , رغم أن الأمر اجراء قانوني لا مكان للحظ فيه , ترددت في الاجابة لأنني رأيت في أعينهم رغبة جامحة بالمقامرة ب 700 دولار , وفي الأخير أجبت بأنه لا داعي للدخول وبأن هناك فرصة للتفكير بالداخل , فعلا نجحت في ثني بعضهم , لكن الأخرون سألوا فقط من أجل السؤال , فدخلوا وأنا على يقين بأنهم سيجربون حظهم , على الأقل كي يحدثوا الناس بأن القنصلية رفضت طلباتهم لأسباب غير معروفة شأنها في ذلك شأن باقي القنصليات والتجارب السابقة , رغم أن الحقيقة غير ذلك , فالسبب معروف لكن * يحسن العون ومن كال * نعم انها التأشيرة وتستحق التجربة توجهت للمقهى المقابلة للقنصلية , فجلست لأرى الاخرون يلتحقون وكلهم حسرة , جلس بجنبي أحد من استمع لنصيحتي فتحدثنا وتأسف لي , لكن اسفي له كان أكبر , فهو رب عائلة من خمسة أفراد , أراد أن يدفع ثمن ما شربت فأقسمت بالله أن لا يفعل ذلك , وقلت له بأن ملفي فيه أمل كبير , فطلبت له قهوة وأكملنا الحديث بعيدا عن موضوع التأشيرة في المساء , وأنا احجز التذكرة للعودة لأحفير , رن هاتفي , من يكون ؟ انها تلك الفتاة التي خرجت بدون شكرا . اتصلت بي وكلمتني أمها وأبوها , وسمعت في الهاتف اخرون يقولون لها قولي له , قولي له ماذا يجري هناك , لم تسألني حتى على طلبي هل رفض أم تم قبوله , بل قالت أمي : يا ولدي الله يرحم الوالدين اتصل بصاحب العنوان وقل له ان اتصلت بك القنصلية فأخبرهم بأنك تعرف فلانة بنت فلان , حاولت أن أفهمهم بأن الأمر شكلي وبأن بنتكم أعطي لها موعد غد من أجل الحصول على الفيزا , فقاطعتني أمها وألحت علي بأن أفعل ما تطلب مني , رغم أن ابتها أنهت تلك الصدفة بطريقة غير لبقة , لم أقل لهم شيئا , بل أكدت لهم أنني سأفعل , وفي الحقيقة لم أفعل شيئا في اليوم الموالي وصلت أحفير , وانتظرت أن يرن هاتفي على الأقل تشكرني ولو متأخرة , لم تفعل للأسف , فاتصلت ليلا لتجيبني بأنها فعلا حصلت على الفيزا , وحينها قالت لي بجملة لا تتعدى قيمتها تلك الأحرف المنطوقة * نردوها ليك في الخيرانشاء الله *رغم أني لم أنتظر لا جزاءا ولا شكورا , بل لم ألمها حتى على سلوكها بعض الناس بسلوكاتهم لا يجب أن يثنوننا على مواصلة فعل الخير مر شهر بالكامل , وفي صباح يوم الجمعة رن هاتفي فاذا بالمتحدث موظفة بالقنصلية الأمريكية , تأكدت من أسمي فأخبرتني بأن علي الحضور يوم الاثنين لتسلم الفيزا , ثقوا بي أن الأمر أدخلني الحيرة والدهشة أكثر من أي شيئ اخر , فرأيت في الأمر تحد , ربما من ملك الأمر هانه , لكن الأمر كان بالنسبة لي بداية للمشاكل القادمة , انه عالم اخر وأول تجربة أدخلها وأبتعد فيها عن أحفير توكلت على الله , ونصحوني بأن أذهب يوم السبت لأكون في البيضاء يوم الأحد , حتى أتجتب أي طارئ , لكنني قررت بالتوجه الأحد ليلا وأخذ الأمور عادية في صباح الاثنين وصلت الحافلة متعطلة للدار البيضاء , و بمجرد نزولي , استقليت سيارة أجرة لتوصلني الى القنصلية الأمريكية , نفس الاجراءات ونفس الروتين , وبينما نحن ننتظر , تعرفت على أحد الاشخاص قادما من مدينة الراشيدية , كان شابا بدويا ملامحة تقول بأنه قادم لتوه من الرعي , شممت فيه رائحة ما بعد البساطة * الكادوم جبرت يدها * فتحدثنا وتحدثنا . الى أن وصل دورنا . وعند الاقتراب من القنصلية أشار أحد الموظفون علينا بالبقاء خارج القنصلية , لأننا سنسلمهم فقط جوازات سفرنا ويقومون بالصاق التأشيرة وتسليمنا وثائقنا بالفعل سلمناهم ما طلبوا منا لكنهم طلبوا منا العودة مساءا انتظرت صاحبنا خارجا حتى أكمل اجراءاته لنتوجه بعد ذلك لأقرب محل من أجل وجبة الغذاء خرج صديقنا وطلب منه نفس الأمر وهو العودة مساءا , لكن صديقنا لم يتمكن حتى من المشي , خرج بنفسية محبطة فحاولت أن اقنعه بأن هذا المساء سيتوجه الى الراشيدية و التأشيرة بين يديه , لم يستطع صاحبنا ادخال أي لقمة , فاستغربت لأمره وحاولت أن لا أتحدث معه في هذا الأمر كي اساعده على الاقل في شرب قليل من الماء عدنا في المساء فسبقتي للصفوف الأمامية , وتسلم الفيزا والوثائق أمام عيناي , وظننت بأنه سينتظرني في الخارج لأقول له مبروك بعدما أنهيت الأمر بنفيس النتيجة عدت فيحثت عنه فلم أجده , لم استغرب فقد كان في حالة هستيرية لا يتحكم معها في تصرفاته عدت لأحفير , وفي المساء رن هاتفي , لم يكن الا صاحبنا من الراشيدية , لكنه خاطبني بدهشة كبيرة وحالة أكاد أقول عنها أن روحه كادت تخرج مع كلماته المتقطعة سألني ان كنت قد تفقدت الملف هل هو ملفي أم هناك خطأ , أجبته بأنني فعلت ذلك أمام القنصلية , فرد علي بأن القنصلية سلمته ملف شخص اخر , رغم أنه تسلم جواز سفره وتأشيرته , وهذا الملف لا يجب فتحه الا من طرف سلطات الهجرة في مطار نيويورك نصحته بأن لا يفتحه كي يعرف ما بداخله , فقد قال بأنه ربما يكون الغلاف فقط هو الخطأ , وما عليه الا التوجه للقنصلية في أقرب فرصة ممكنة لتصحيح الخطأ لم أسأله عن ما فعل , أكملنا المكالمة بشكل عادي كنت جالسا في تلك اللحظة في مقهى * العربي* وبين يدي جريدة احاول الاجابة على الكلمات المتقاطعة ارتشفت ما تبقى من قهوة في الفنجان , طويت الجريدة بسرعة وأخذت القلم وكتبت فوق الجريدة واعلم أن لو اجتمع الانس والجن على أن ينفعوك بشئ ما نفعوك الا بشئ قد كتبه الله عليك , لك أكمل شطر الشر وكتبت : جفت الأقلام ورفعت الصحف تصبحون على خير عبد الواحد مزويرح الداعي الى شعار * كاع تسلك* والحمد لله . |