(مدريد ـ القدس العربي) ـ لم يعد استعمال الطائرات بدون طيار مقتصرا على المجال العسكري وحده بل ينتقل الى المجال المدني وخاصة الهجرة، في هذا الصدد اقترحت المعارضة الإسبانية على حكومة بلادها استعمال الطائرات بدون طيار بين مدينة مليلية المحتلة وباقي مناطق المغرب للرصد المبكر للمهاجرين بدل تثبيت أسلاك شائكة تشكل خطرا على المهاجرين الأفارقة خلال التسلل الى المدينة.
وتقع مدينة مليلية شمال المغرب وتحتلها اسبانيا، ويحاول مئات المهاجرين التسلل يوميا اليها انطلاقا من منطقة الناضور المغربية، وهذا التسلل يشكل ضغطا قويا على هذه المدينة التي لا تستطيع استقبال مئات المهاجرين أسبوعيا بسبب محدودية مراكز الإيواء.
وراهنت حكومة مدريد على تثبيت شفرات في الجدران السلكية التي تفصل مليلية عن باقي الأراضي المغربية لثني المهاجرين الأفارقة عن التسلل الى المدينة، وسبق وأن تم تجريب هذه التقنية التي خلفت مقتل بع المهاجرين وتمت إزالتها سنة 2007، والآن تتبناها الحكومة مجددا. وأقامت اسبانيا جدارا سلكيا طوله بعض كلمترات يفصل مليلية عن باقي المغرب وتحرسه دوريا الحرس المدني وكاميرات.
وتقدم الحزب الاشتراكي أمس بمقترح في البرلمان ينص على مراقبة طائرات بدون طيار للحدود بين مليلية والمغرب، وبهذا ستستطيع قوات الأمن من التصدي لعمليات اقتحام جدران المدينة من طرف الأفارقة قبل وصولهم الى هذه الجدران واقتحامها للتسلسل الى المدينة.
ورغم أن الحكومة قالت أنها ستدرس المقترح فقد أعربت عن رفضها له لأنه غير عملي، بينما تؤكد مصادر أخرى أن المغرب لم يسمح لهذه الطائرات بالاقتراب من أجواءه وسيعتربها ذات طبيعة تجسسية.
وجربت اسبانيا خلال مايو الماضي طائرات بدون طيار لمراقبة الهجرة ولكن هذه المرة في مياه غرب البحر الأبيض المتوسط من أجل رصد قوارب الهجرة وتفادي وقوع مآسي.
