“لقد نجونا بأعجوبة، كنا محظوظين جدا لدرجة أننا ما كنا لنتحدث عن ثلاثة أو أربعة جرحى كما نفعل الآن، بل عن مائة من الضحايا لو أن وقود الطائرة طالته النيران”.
هذه اللوحة المرعبة رسمها أحد ركاب الطائرة المغربية التي شبت فيها النيران يوم الإثنين الماضي، في مطار مونريال بكندا.
وحسب نفس الراكب الذي فضل عدم الكشف عن هويته لصحفي قناة TVA الكندية “ماكسيم لاندري”: “لم يكن هناك أي أحد للتكفل بالنيران المندلعة في ظرف سبع أو ثمان دقائق”.
“كان هناك فقط موظفون تابعون لخدمة الطيران (سيرفيس إير) وميكانيكيين من الطيران الكندي، ولا أحد آخر، لم يكن هناك أحد” كما ألح نفس المصدر.
وحسب الصور التي حصلت عليها قناة TVA فإن “توبوغان” الجلاء تم فتحه من الجانب الذي اندلعت فيه النيران، وذلك على عكس القواعد الأمنية وما تفعله السلطات المختصة في مثل هذه الظروف.
“حدث ذلك لأن ركاب الطائرة اللذين أصابهم الهلع، اندفعوا بكل قواهم، لفتح باب الطائرة، كما أنه كان هناك راكب أطلق النار على قفل الباب الذي تقلع بسرعة، في حين أن “توبوغان” الجلاء لم يكن قد اتخد شكله النهائي بعد” كما روى شاهد عيان، الذي أكد أيضا أن الأطفال تم إجلاؤهم بطريقة خطيرة جدا، حيث أن بعضهم تمت دحرجتهم تحت “توبوغان”، إذ بينما كان الحشد الهَلِعَ يقفز مثنى مثنى حين كان الأطفال ما زالوا في أماكنهم بالأسفل!
هذه هي بعض وقائع ما حدث في مطار “مونريال” يوم الإثنين الماضي، عندما اندلعت النيران في عربة شحن، أسفل طائرة تابعة للخطوط الجوية المغربية. فكان أن استعمل الموظفون الذين كانوا قريبين من النيران، علبة الإطفاء الأولى لإخمادها، وعمليا كانوا قد سيطروا على الحريق حينما اكتشفوا أن علبة الإطفاء الأولى نفد مخزونها، فذهبوا لجلب الثانية التي كانت فارغة حسب ما رواه شهود عيان.
فكان أن تدخل في نهاية المطاف رجال مطافىء المطار اللذين تمكنوا من إطفاء الحريق.
وحسب شهود عيان والمحققين التابعين لمصلحة النقل الكندي، فإن هذه الوقائع استغرقت نحو عشرة دقائق، في حين أن سلطات مطار “مونريال” أكدت أنها لم تدم سوى لثلاث أو أربع دقائق. أما “سيرفيس إير” الكندية فلم تشأ التعليق على الأمر بحجة التحقيق الجاري في الحادثة.
